بغيات و تواشي نوبات الموسيقى الأندلسية المغربية
البغية:هي معزوفة آلية (عزف حر) بدون إيقاع، و هي التي توضح معالم نغم المقام أو الطبع الذي ستسير عليه النوبة أو الميزان الذي يليها. هذا و بالرغم من أن البغية تؤدى من طرف الأجواق الاحترافية بشكل متقارب، إلا أنها تختلف اختلافا واضحا عند عزفها من جوق لآخر تبعا للمدرسة التي ينتمي إليها هذا الجوق. و يبقى حق التصرف لرئيس الفرقة في تسيير المجموعة الموسيقية التي يترأسها، حسب رغبته و ما يمليه ظرف الأداء، لإعطاء هذه البغية الطابع الذي ينتمي إليه. و على أفراد الفرقة عندئذ أن ينهجوا نهجه في تطويل أو تقصير بعض المقاطع أو الجمل الموسيقية.
التواشي:من أثمن النفائس في الموسيقى الأندلسية، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام و هي:
التواشي:من أثمن النفائس في الموسيقى الأندلسية، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام و هي:
- توشية النوبة: هي قطعة موسيقية آلية بدون كلمات، و تعزف قبل ميزان البسيط، و يمكن أن تعزف قبل أي ميزان آخر، و هي من أجمل ما تحتوي عليه الآلة. و تأتي التوشية بعد البغية و تليهما ميازين النوبة، مع العلم بأن توشية النوبة ليس لها ميزان خاص، و إن كان بعض أهل هذا الفن يزعمون أن تواشي النوبة خاضعة لميزان البسيط.
- توشية الميزان: هي كذلك قطعة موسيقية آلية بدون كلمات، تعزف قبل البدء في الميزان و تتبعه في الإيقاع، و هي موجودة في ميازين القائم و نصف، و ميازين القدام، و كذلك ميازين الدرج، و في توشية واحدة بميزان بطايحي الرصد.
- توشية الصنعة: أثبت المؤرخون و الباحثون المختصون في التراث، أن تواشي الصنعة كانت تستعمل قديما في المقدمة، إلا أن الخوف من تعرضها لخطر الضياع دفع بهم إلى إقحامها داخل الصنعات، و هو المتداول عند الاحترافيين و الهواة إلى يومنا هذا بحيث ينشد البيت الأول من الصنعة ثم تليه التوشية، و بعد ذلك باقي أبيات الصنعة. و هذا الوضع قد ينقص من قيمتها الفنية بحيث تصبح و كأنها مجرد جواب بالآلات الموسيقية، إلى أن قام الفنان المرحوم أحمد الوكيلي بالخروج عن هذا المألوف و بادر بإعادة عزف توشية الصنعة في المقدمة قبل الدخول إلى الصنعة، فأعطاها بذلك استقلالا ذاتيا بجميع مقوماته إن صح التعبير، كأنها توشية ميزان، و كون لها شخصية متميزة عن غيرها بارزة المعالم فزاد من روعة جمالها، و بهذا العمل الجريء رد الاعتبار لتوشيات الصنعة و أضفى عليها روحا جديدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire